top of page
بحث

قيمتك ريالين بس!؟

تاريخ التحديث: ١٣ نوفمبر ٢٠١٨


أين نوع من الحجار أنت!؟

بدأت بهذه الكلمات التي تجعلك تفكر بقيمتك قبل أن تقرأ ما سيكتبه عقلي ولساني.. وما تحتوي سطوري من عبارات في الأسفل.


في عصرٍ من العصور الحديثة، وفي قريةٍ في أحد بلدان القارةِ العجوز، كان هناك فتى في ربيعه الثاني عشر يقف أمام والده يحاول أن يلملم كلماته المبعثرة ليسأل سؤال قد لا يخطر ببال أحدٍ منّا. سؤال قد تكون إجابته عبارة عن قاعدة أولمبياد النصر تقف عليها فخرًا بقيمتك، وقد تكون كالريح العابرة التي تمر على مدينة تخلّف فوضى عارمة بلا فائدة، وهذا يحدث فقط حين تتشتت بك الأفكار التي تجعلك لا تفهم معنى هذه الإجابة.


وقف الفتى أمام أباه لأنه خطى على خُطى قاعدة "أكبر من بيوم، أعقل منك بسنة"، رغم استنكار بعض الناس لها. فسأله: "أبي، ما هي قيمة حياتي!؟" لم يستغرب أباه من سؤاله ولم يجبه في نفس الوقت. فكل ما طلب منه هو أن يحمل هذه الصخرة إلي السوق ويعرضها للبيع في سوق القرية. وقال الأب لابنه: "إذا سألك أحد عن سعرها فلا تجبه - قم فقط برفع أصبعين ولا تنطق بأي كلمة."


ذهب الطفل إلى السوق وفي عقله أذهانٌ متشتتة تجعله لا يعلم هدف ما طلب منه أباه. وصل لسوق القرية وصفّ في صفوف البائعين، وأقبلت إمراه إليه فسألته عن سعر هذه الصخرة وأشار بأصبعين. فقالت له: "ريالين؟ مستعدة آخذها منك!"

رجع الفتى إلى منزله مع الصخرة ليخبر أباه بأنه إمراه طلبت منه بأن تشتري الصخرة الصغيرة بريالين، فطلب منه أباه بأن يفعل ما فعله بالضبط وأن يذهب إلى متحف القرية ويعرض لهم الصخرة بدون أن يتكلم ويشير بأصبعين، فقال له صاحب المتحف: "٢٠ ريال؟ ما يهمك أريد أخذها".


فعاد مع صخرته لوالده محتارًا وقال له بأن رجل المتحف يريد أن يشتري الصخرة بـ٢٠ ريال. وقال والده: "أحسنت فعلًا، والآن اذهب إلى متجر الأحجار القيّمة وخذ الصخرة وأعرضها وافعل ما فعلته مسبقًا بأن لا تتكلم، وارفع أصبعين عندما يسألك صاحب المتجر عن قيمتها".


ذهب الفتى إلى هذا المتجر وعرض حجارته ولم يتكلم بكلمه سوى أصبعين فقط، وقال له صاحب المتجر: "من وين جبت هذه الصخرة النادرة!؟ هذه من الصخور النادرة في العالم، ومستعد أشتريها بـ ٢٠ ألف ريال إذا تبيع". لم يتكلم الفتى ولا يعلم ما سيقوله.


رجع الفتى مسرعًا لوالده ليخبره ما حدث، وقال له بأن صاحب متجر الصخور القيّمة يريد أن يشتريها بـ٢٠ ألف ريال. ابتسم أباه وقال له بنغمة حكيمة: "أتعلم ما هي قيمتك الآن يا بني؟".

هل أدركت عزيزي القارئ بأنه لا يهم من أين أتيت ومن أين أنت وما هي خلفيتك ولون بشترتك وأصل عائلتك و "... كل هالكلام الفاضي".


ما يهم هو أين تضع نفسك ومع من ومن هم من حولك؛ السوق ومرتاديه؟ المتحف والعاملين فيه؟ أم صاحب الخبرة والمعرفة صاحب متجر الأحجار القيّمة!؟


بعض منا يعتقد بأن قيمته لا تتعدى الـ"ريالين" أم احطت نفسك بأشخاص يعتقدون بأن قيمتك هي ريالين لا أكثر.


كلٌ منا لديه حجر وجوهر بداخله، فلنفكر قليلًا ونراجع حساباتنا وأن كنا في مثل هذا الوضع، فلنراجع حساباتنا ونضع أنفسنا في مكان مع أشخاص تقيّم من نكون وما هي قيمة جوهرنا.


فكّر في نظرية السوق والمتحف والمتجر، واختار موقعك.


شارك هذه القصة مع من تحب وقد تساعد أشخاصًا بإن يدكروا قيمة جوهرهم الذي عرضوه في سوق الريالين، ويعيدوا النظر في قيمتهم.


تحياتي٬٬

أسامة السيفي

سناب، إنستا، تويتر: UsamaSaifi


 


bottom of page