top of page
بحث

انت مربوط!؟

تاريخ التحديث: ١٣ نوفمبر ٢٠١٨


حبالك الوهيمة تجعلك لا تحرك ساكن

بدأت بهذه الكلمات التي تفكر بحيرة.. هل بالفعل أنت مربوط بحبل أم طليقٌ حُر!؟.


في أحد قرى الهند البسيطة، هناك مزارع بسيط قروي لديه ٣ حمير أوفياء عملا لديه لفترة طويلة وقد طال بهم الحال، ويريد أن يبعهم في سوق القرية البسيطة. كان يمشي وخلفه الحمير التي قد ربطها واحد تلو الآخر بحبلين. وفي طريقه، مَرّ بنهر القرية وشعر بالعطش عندما رأى المياه العذبة، كحال بعض البشر، يعرفون قيمة شيء فقدوه حين يروا المفقود.


كان لدى الرجل كما أسلفتُ ذكرًا، حبلين ويريد أن ينزل للنهر ليشرب وهلع من خوفه بأن الحمير سوف تهرب من موقعها. فوقتها، لا يملك سوى حبلين مربوطة في الحمار الأول مع الحمار الثاني، والثاني مع الثالث. وبهذه الحبال المتوفرة لديه، سيكون قادرًا فقط على ربط حمارين في شجرة قريبة من النهر وتساءل بحيرة: "تو كيف أقدر اربط ذا الحمار الثالث!؟".


حول ذلك المكان، رأى المزارع الحائر رجل مار كبير في السن وتبدوا بأن الحكمة قد تكون واضحة من بشاشته، فذهب المزارع إليه وسأله: "أبوي.. عندك حبل زيادة!؟ متورط باغي أربط الحمير وباغي أشرب من النهر". اعتذر الرجل الحكيم وقال له: "اسمحلي ولدي، ما عندي" كان بإمكان الرجل الحكيم أن يساعد المزارع ويحرص الحمار بينما يذهب المزارع للشرب، ولكن بسبب حكمته وحبه لإلهام الآخرين، عرض عليه فكرة لم تخطر ببال المزارع ولن تخطر ببال أحدٍ ما بتاتًا، وقال له: "اربط الحمارين بالشجرة وبالحبال الاثنان اللي عندك، وتأكد وبكل ثقة أنه الحمار الثالث يشوفك لمّا تقوم بربطهم، وبعدين وببساطة، تظاهر بأنك تربط الحمار الثالث".


قام المزارع بعمل ما طلب منه الرجل الحكيم، وذهب لشرب الماء، وعندما عاد، تفاجأ بأن جميع الحمير كانوا على مكانهم دون حراك وبنفس البقة المربوطة مع الشجرة. قام بداخله بشكر الرجل الحكيم وقام بفك ربط الحمارين وضرب الحمار الثالث لكي يتحرك مع الفريق. وعند قطعه مسافة بسيطة، فوجئ بأن الحمار الثالث لا يزال على نفس البقة القريبة من الشجرة، فذهب له مسرعًا وحاول أن يجعله يتحرك ويضربه ويسحبه ولكن بدون جدوى، حيث رفض الحمار أن يتحرك إطلاقًا.


غريبٌ أمره! قام المزارع بالاستعانة بالرجل الحكيم الذي كان وقتها جالسًا قريب من بقعته، وقال له الرجل الحكيم: "فكيت ربطة الحمار الثالث!؟" قال المزارع البسيط: "كيف أفك ربطته!؟ وأنا أبدًا ما ربطته!"، فقال الحكيم: "أنت تعرف انك ما ربطته، بس حمارك ما يعرف هذا! لا زال يعرف انه مربوط".


ذهب المزارع للحمار وتظاهر بفك ربط الحبل من الحمار وتفاجئ بأن الحمار تحرّك من مكانهِ بنفس الوقت وبسرعة وذهب ليحذو مع ربعه الحمير.


ماذا يجعلنا أن لا نتقدم للأمام ومواصلة أحلامنا وطموحاتنا!؟


هل نقص المصادر هي السبب؟ هل قلّة الفرص هي السبب؟ هل محدودية فرص الدعم هي السبب؟ أو أننا بالفعل مربوطين بحبلٍ وهمي يجعلنا لا نتحرك من بقتنا التي قد تكون أصابها العفن، أو حتى بحبل من الخوف والشكوك والتردد؟

نعم.. يجب أن نراجع حسابتنا في ما يمكن أن نفعله لفك هذه الحبال الوهية لنخطو في مسار النجاح، والمهم في الموضوع هي بأن نقوم أيضًا بفك وتدمير طابوق الجدار الذي يعيق عقلنا لنجعل حياتنا تمشي في خطط أهدافنا التي رسمناها أيام الطفولة البريئة.


فكّر في نظرية الحمار الثالث والحبل الوهمي واختر قرارك.


شارك هذه القصة مع من تحب وقد تساعد أشخاصًا بإن يدكروا أهمية فك حبال الخوف والتردد وعدم الثقة ووووووو، لتحديد أهدافهم وللوصول لخططتهم.





bottom of page